فرض الصيام على المؤمنين
قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 183-184].
نادى الله عباده باسم الإيمان؛ بعدما هاجروا إلى الـمدينة ورسخ الإيمان في قلوبهم، وانقادت للعمل به جوارحهم؛ ولهذا تأخر فرض صيام رمضان إلى السنة الثانية من الهجرة، لاستعدادهم بكمال قوة الإيمان، لكون الإيمان هو أعظم وازع إلى أفعال الطاعات، وأعظم رادع عن مواقعة الـمنكرات، ومتى قوي الإيمان في القلب؛ نشطت الأعضاء على أداء الأعمال الشاقة، حتى تعود في نفسه سرورًا ولذة.
وهذا معنى قول النبي ﷺ: «إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ» .
وإذا حلت الهداية قلبا
نشطت في مرادها الأجسام
وفي صحيح مسلم عن العباس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيا رسولاً».
وهذه الصيغة أي: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ لا توجد إلا في السور الـمدنيات، وقد قال بعض السلف: إذا سمعت الله يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ فأصغ لها سمعك، فإنها خير تؤمر به، أو شر تنهى عنه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 37 الذكرى الثالثة من رمضان - المجلد 6