الخير الذي أخبر به النبي ﷺ هو مشترك بين الصحابة وبين من بعدهم

فهذا الفضل (يعني ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من التمكين للصحابة رضوان الله عليهم)، وهذا الخير هو مشترك بين الصحابة وبين من بعدهم؛ كل على حسب عمله، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه. مع العلم أن الفضل للمتقدم، وللصحابة مزية بصحبتهم لرسول الله ﷺ وجهادهم معه، لا يساميهم فيها أحد، كما في الصحيحين عن عمران بن حصين أن النبي ﷺ قال: «خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - لا أدري أذكر مرتين أو ثلاثًا - ثم يجيء قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن». وفي صحيح الترمذي أن النبي ﷺ قال: «ومثل هذه الأمة؛ مثل الـمطر، كما يوجد الخير في أول الـمطر؛ فإنه قد يوجد في آخره». وأخبر سبحانه: ﴿وَءَاخَرِينَ مِنۡهُمۡ لَمَّا يَلۡحَقُواْ بِهِمۡ﴾ هم الغرباء في زمانهم، النزاع من القبائل، قوم صالحون، قليل في قوم سوء كثير، يَصلحون إذا فسد الناس، ويُصلحون ما أفسد الناس من السنة، وفي الحديث أن النبيﷺ قال: «الْمُتَمَسِّكُ بِسُنَّتِي عِنْدَ فَسَادِ أُمَّتِي لَهُ أَجْرُ مائة شَهِيدٍ ».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (32) تفسير سُورة الجمعة - المجلد (6)