"تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ"

(إن) من وسع الله عليه بالغنى بالـمال، فجعله أكبر همه، وصرف إليه جُلَّ عقله، وجُلَّ عمله، وجُلَّ اهتمامه، وترك لأجله فرائض ربه، ونسي أمر آخرته؛ فهذا بالحقيقة فقير لا يُؤجر على فقره، قد خسر دنياه وآخرته، أتاه شيطانه فخوفه روعة زمانه، وقلة ماله، فغَلَّ يده، ومنع ما عنده، ولم يزل ذلك دأبه، حتى يخرج من الدنيا مذؤوما مدحورًا، لا خيرًا قدمه، ولا إثمًا سلم منه، فهو عبد درهمه وديناره، وفي الحديث: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ . وسيندم حيث لا ينفعه الندم حين يقول: ﴿مَآ أَغۡنَىٰ عَنِّي مَالِيَهۡۜ ٢٨ هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ ٢٩﴾ [الحاقة: 28-29]. وحين يقول: ﴿يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي ٢٤ فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ ٢٥ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُۥٓ أَحَدٞ ٢٦﴾ [الفجر: 24-26]. وأنه ما بين أن يثاب الإنسان على الطاعة والإحسان، أو يعاقب على الإساءة والعصيان، إلا أن يقال: فلان قد مات. وما أقرب الحياة من الـممات. وكل ما هو آت آت.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 28 قوله سُبحانه: ﴿إِنَّ قَٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيۡهِمۡ﴾ [القصص: 76] - المجلد 6