من وسع الله عليه بالغنى بالـمال، فإن من واجبه أن يتزود من دنياه لآخرته
كان النبي ﷺ إذا رأى شيئًا من زهرة الدنيا وزينتها فأعجبه قال: «اللَّهُمَّ لاَ عَيْشَ إِلاَّ عَيْشَ الآخِرَهْ» وقال: «أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد
أَلاَ كُلُّ شَىْءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ بَاطِلُ»
وَكُلُّ نَعِيمٍ لا مَحَالَةَ زَائِلٌ
ثم قالوا: ﴿وَٱبۡتَغِ فِيمَآ ءَاتَاكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ﴾ [القصص: 77]. يعني أن من وسع الله عليه بالغنى بالـمال، فإن من واجبه أن يتزود من دنياه لآخرته، فإن مال الإنسان ما قدم، وفي الحديث: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِى مَالِى وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ» وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للورثة، والدنيا مزرعة الآخرة، تُزرع فيها الأعمال الصالحة. من خرج منها فقيرًا من الحسنات ورد على الآخرة فقيرًا وساءت له مصيرًا.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (28) قوله سُبحانه: ﴿إِنَّ قَٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيۡهِمۡ﴾ [القصص: 76] - المجلد (6)