التعليق على قوله تعالى على لسان لقمان: ﴿وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾
(قال تعالى على لسان لقمان مخاطبا ابنه): ﴿وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾ [لقمان: 17]. لأن من أمر بالـمعروف، ونهى عن الـمنكر، فإنه لابد أن يُؤذَى ويُمتحَن، كما قال النبي ﷺ «لَقَدْ أُوذِيتُ فِى اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ وَلَقَدْ أُخِفْتُ فِى اللَّهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ» ولـمـا ذهب إلى الطائف يريد من ثقيف أن يُؤْوُوه، وينصروه، حتى يبلغ رسالة ربه، فأشْلَوْا عليه سفهاءهم، فأخذوا يضربونه بالحجارة، حتى أدموا عقبه، وهم يقولون: ساحر مجنون. فرجع عنهم كئيبًا حزينًا، حتى أتى وادي نخلة فصلى بها، وأخذ يدعو بهذا الدعاء:
«اللهم إني أشكوا إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. أنت رب الـمستضعفين، وأنت ربي، إلى مَن تكلني؟ إلى قريب يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع من ذنوبي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن ينزل بي سخطك، أو يحل علي عقابك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك» .
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 23 وصيّة لقمان لابنِه - المجلد 6