الـمنكرات إذا ظهرت فلم تُغَيَّر، عمَّ عقابُها الصالحَ والطالح

وقد ضرب النبي ﷺ مثلاً فاستمعوا له.. فقال: «مثل القائم في حدود الله - أي الآمر بالـمعروف، والناهي عن الـمنكر - ومثل الواقع فيها - أي الفاعل للمنكرات - كمثل قوم استهموا في سفينة، فكان بعضهم في أعلاها - أي في السطح - وبعضهم في أسفلها - أي في الخن - فقال الذين في أسفلها: لو خرقنا خرقًا نتناول منه الـماء من عندنا، ولا نمر على من فوقنا» ومعلوم أنه إذا تمَّ لهم فِعْل هذا الأمر، فإنه الغرق للسفينة ومَن فيها؛ ولهذا قال النبي ﷺ: «فإن أخذوا على أيديهم ومنعوهم - أي بالقوة - نجوا ونجوا جميعًا، وإن تركوهم وما يفعلون، هلكوا وأهلكوا جميعًا» فهذا الـمثل مطابق للواقع، وهو أن الـمنكرات إذا ظهرت فلم تُغَيَّر، عمَّ عقابُها الصالحَ والطالح.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 23 وصيّة لقمان لابنِه - المجلد 6