من الواجب على الوالد أن يهذب نفسه بتحسين أخلاقه حتى يكون قدوة لأولاده

لقد كان من الواجب على الوالد أن يهذب نفسه بتحسين أخلاقه ومحافظته على واجباته، حتى يكون قدوة حسنة، ومدرسة صالحة لأولاده فيقتدوا به في حسن أعماله، ثم يضع الرقابة الصادقة على أولاده فيتفقدهم بالليل عند دخول بيته، ويأخذ بأيديهم إلى الـمسجد للصلاة معه، لأن من شبَّ على شيء شاب على حبه، ولأنه بأخذ يد الولد إليها، ومجاهدته على فعلها، يعود حبها ملكة راسخة في قلبه، تحببه إلى ربه، وتقربه من خلقه، وتصلح له أمر دنياه وآخرته؛ لأن الصلاة بمثابة الدواء للفرد، تقيم اعوجاج الولد، وتصلح منه ما فسد، وتذكره بالله الكريم الأكبر، وتصده عن الفحشاء والـمنكر، فينطبع في قلبه محبة الفضائل، واجتناب منكرات الأخلاق والرذائل، يقول الله تعالى: ﴿ٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ ٤٥﴾ [العنكبوت: 45].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (22) قوله سبحانه: ﴿ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا﴾ الآیة - المجلد (6)