الوالد مدرسة لأولاده
(إن) الوالد مدرسة لأولاده، وداعية إلى الاقتداء بأفعاله. فإن ترك الوالد الصلاة تركها أولاده. وإن شرب الـمسكرات شربها أولاده، أو شرب الدخان شربه أولاده. والتجربة الـمشاهدة في الحاضرين أعظم تصديق لوصايا الدين. فقد رأينا الأولاد الذين أهمل آباؤهم تربيتهم، رأيناهم من أسوأ الناس سيرة، وأفسدهم سريرة، رأيناهم يتقلبون فيما يعود بالضرر عليهم في حالهم ومالهم ومآلهم قد أضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات، واستخفوا بحرمات الدين واتبعوا غير سبيل الـمؤمنين.
أما الذين تولى آباؤهم تربيتهم، وزاولوهم على الحضور إلى الـمساجد للصلاة معهم، رأيناهم من أحسن الناس سيرة، وأصلحهم سريرة، رأينا أعمالهم بارة وأرزاق الله عليهم دارة ﴿ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ١٨﴾ [الزمر: 18].
فانتبهوا من غفلتكم، وتوبوا إلى ربكم، ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [الأنفال: 1].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (21) تهذيب الأولاد على المحافظة على الفَرائض والفضَائل والتّنزه عَن مُنكرات الأخلاق والرذائل - المجلد (6)