العمل الصالح هو همة التقي
العمل الصالح هو همة التقي، ولا يضره مع ذلك لو تعلقت جميع جوارحه بحب الدنيا، لأن الدنيا متاع يتمتع بها الـمؤمن إلى ما هو خير منها، فهو يحترف فيها بجوارحه، وقلبه متعلق بالعمل لآخرته يعمل في دنياه عملاً لا يضر بآخرته، ويعمل لآخرته عملاً لا يضر بدنياه، فمتى أدى واجب حق الله عليه، من صلاته وزكاته، وتزود من نوافل عباداته، فتح الله له أبواب الرزق، وسهل له أسباب الكسب، وسلك في قلبه القناعة والرضا، التي هي غاية في الغنى، فإن الغِنَى ليس بكثرة الـمال، ولكن الغِنَى غِنَى القلب. وهذا معنى قوله: «تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنًى، وأسد فقرك» لأنه متى دخل الغنى والقناعة في القلب، فقد دخله الفرح والسرور والغبطة والحبور، فيعيش في نفسه وأهله عيشة راضية مرضية، وحياة سعيدة طيبة زكية، قد قنَّعه الله بما آتاه، ومتعه متاعًا حسنًا في دنياه، وهذا هو حقيقة الحياة الطيبة، والغِنَى الـمطلوب.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (20) الحياة الطيّبَة وكونها لا تُدرَك إلا بالأعمال الصّالحة - المجلد (6)