التعليق عل بقية الحديث: «الْمُؤْمِن الْقَوِيّ خَيْر وَأَحَبّ إِلَى اللَّه مِنْ الْمُؤْمِن الضَّعِيف...إلخ»

فالقوة الـممدوحة هنا (أي في الحديث) شاملة للقوة في الدين والدنيا؛ لكونه (يعني المؤمن القوي) يقوم في أعماله بجد وعزم، ويأخذ بأسباب الحزم. ولهذا قال: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُك وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ». فهذه من أجمع الكلمات، وأفصح العظات ترشد الإنسان إلى الحرص فيما ينفعه في أمر دينه ودنياه وبدنه. فمتى احتاج إلى علاج يزيل به ضرره، ويدفع به مرضه، فإنه يبادر إلى الأخذ به. لأن دين الإسلام يجمع بين مصالح الروح والجسد، وبين مصالح الدنيا والآخرة. ففي الحديث أن النبي ﷺ قال: «مَا نزلَ مِنْ دَاءٍ إِلاَّ ولَهُ دَواء عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ» وقال: «تَدَاوَوْا يا عباد الله، وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ» فيستعمل الدواء الكريه الـمر خوفًا من الوقوع في الضر كما قيل: نحن في دار بليات نعالج آفات بآفات
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (15) التذكير بحديث «المؤمن القويّ أحَبّ إلى الله مِن المؤمن الضّعيف» وفيه بيَان القضَاء والقدَر عَلَى الوَجه الصّحيح - المجلد (6)