التعليق على الحديث: «الْمُؤْمِن الْقَوِيّ خَيْر وَأَحَبّ إِلَى اللَّه مِنْ الْمُؤْمِن الضَّعِيف...إلخ»
بدأه (صلى الله عليه وسلم) بقوله: «الْمُؤْمِن الْقَوِيّ خَيْر وَأَحَبّ إِلَى اللَّه مِنْ الْمُؤْمِن الضَّعِيف». لكون القوي يزيد على الضعيف بقوته، والقوة في سبيل الحق والعدل مطلوبة شرعًا، ومحبوبة طبعًا.
ولهذا يستحبون الغزو مع الأمير القوي الفاجر، ويفضلونه على الغزو مع الأمير الـمؤمن الضعيف. ويقولون: إن إيمان الضعيف لنفسه، وضعفه يضر الناس. وإن فجور الأمير القوي على نفسه، وقوته تنفع الناس. ولهذا كان من سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يفضل الأمير القوي ويقدمه في الولاية على الضعيف. كما ولى زياد بن أبيه وأمثاله وكان يقول: اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة. ويستحبون في القاضي أن يكون قويًّا من غير عنف، لينًا من غير ضعف، حليمًا ذا أناة وفطنة. وقد قيل:
ما أنت بالسبب الضعيف وإنما
نجح الأمور بقوة الأسباب
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 15 التذكير بحديث «المؤمن القويّ أحَبّ إلى الله مِن المؤمن الضّعيف» وفيه بيَان القضَاء والقدَر عَلَى الوَجه الصّحيح - المجلد 6