أمر رسول الله ﷺ بالهجرة وبكاء أبي بكر فرحا بصحبته ﷺ

إن الله سبحانه أمر رسول الله ﷺ بالهجرة في شهر ربيع الأول على القول الصحيح، وكان رسول الله ﷺ لا يخطئه يوم إلا ويأتي بيت أبي بكر، إما بكرة أو عشية، حتى إذا كان اليوم الذي أذن الله فيه بالهجرة والخروج من مكة؛ أتى إلى أبي بكر للهجرة في ساعة كان لا يأتي فيها، فلما رآه أبو بكر قال: «والله ما جاء رسول الله ﷺ في هذه الساعة إلا لأمر حدث. فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «أَخْرِجْ عني مَن عندك» فقال: إنما عندي ابنتاي: عائشة وأسماء، وما ذلك فداك أمي وأبي؟ فقال: «إن الله قد أذن لي في الهجرة» فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله. فقال: «نعم» فبكى أبو بكر فرحًا، فقال: يا نبي الله، إن عندي راحلتين أعددتهما لهذا الشأن».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (13) هِجرة النّبي عليه الصّلاة والسّلام من مَكة إلى المدينة - المجلد (6)