موت خديجة وأبي طالب والأمر بالهجرة إلى الحبشة
وقد أخبره (صلى الله عليه وسلم) ورقة بن نوفل بمقتضى فراسته بأنه سيُؤذى ويُمتحن، ويخرج من بلده، فقال: «أومُخرجِيَّ هم من بلدي؟» قال: نعم، إنه لم يأت أحد بمثل ما أتيت به إلا عُودي وأُوذي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا. ثم لم يلبث ورقة أن توفي.
ثم توفيت خديجة، وكانت تنفق على رسول الله ﷺ من مالها، ثم توفي أبو طالب، شيخ قريش وسيدهم، وكان يحب رسول الله ﷺ أشد الحب ويحميه وينصره، وكانت قريش تتحاشى من أذى الرسول ﷺ خشية أن يغضب أبو طالب فيُسلِم.
ولما توفي أبو طالب اشتد الأذى برسول الله ﷺ وبمن آمن به، وخاصة الـمستضعفين من أصحابه كبلال وصهيب وسمية. فأمر رسول الله ﷺ أصحابه بأن يهاجروا إلى الحبشة. وقال: «إن فيها ملكًا لا يُظلَم أحد بجواره».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (13) هِجرة النّبي عليه الصّلاة والسّلام من مَكة إلى المدينة - المجلد (6)