ليعتبر الـمعتبر بالبلدان التي أُغلِقت فيها محاكم الشريعة وفُتِحت فيها محاكم القوانين

(إن) من عادة محاكم القوانين تمديد الخصومة بالنقض والإبرام، للحصول على ما يترتب عليها من الـمدعي والـمدعى عليه، فمن أجل كثرة الترديد والتلديد يحدث بين الناس القلق والاضطراب. وليعتبر الـمعتبر بالبلدان التي أُغلِقت فيها محاكم شريعة الدين، وفُتِحت فيها محاكم القوانين، كيف حال أهلها، وما دخل عليهم من النقص والجهـل والكفر وفساد الأخلاق والعقائد والأعمال، حتى صاروا بمثابة البهائم يتهارجون في الطرقات، لا يعرفون صيامًا ولا صلاة، ولا يعرفون معروفًا، ولا ينكرون منكرًا، ولا يمتنعون من قبيح، ولا يهتدون إلى حق، لهذا صار الـمحبون لها هم أشد الناس سخطًا عليها وبغضًا لها؛ لأنهم ذاقوا مرارتها، وعرفوا مضرتها، ولن تجد شخصًا مسلمًا يحبها، أو يرضى بها إلا أن يكون مجبورًا عليها، أو أن له غرضًا بإضرار خصمه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (9) القوانين وسُوء عواقبها على الدّين - المجلد (6)