لسلطان الدين السيطرة الفعالة على قلوب الناس
إن لسلطان الدين السيطرة الفعالة على قلوب الناس، وخاصة الـمؤمنين، بحيث يزعهم إلى الفرائض والفضائل، ويردعهم عن منكرات الأخلاق والرذائل، فهم يخضعون لسلطان شريعة الدين، سامعين مطيعين، فمتى قيل للخصم اللجوج: هذا حكم الله؛ وقف على حده وقنع بحقه، وعرف حينئذ أنه لا مجال للجدل بعد حكم الله. فلا يجادلون فيه بعد وضوح صبحه، وبراهين صحته، فالـمحكمة الشرعية الـمبنية على أساس العلم والعدل، والسياسة الحكيمة، هي أكبر معين للحاكم وللرئيس، على سيادة رعيته، وسياسة مملكته، لكون حكم الشرع يوقف الخصم اللدود على حده، ويقنعه بحقه، وإنما سمي دينًا، من أجل أن الناس يدينون به، أي يخضعون لحكمه، كما سميت شريعة، لكون الناس يشرعونها ويشربون منها، ثم ينصرفون راضين بها، ولأنها مقتبسة من شرع الله ورسوله.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (9) القوانين وسُوء عواقبها على الدّين - المجلد (6)