إن للإسلام صُوًى ومنارًا كمنار الطريق يُعرَف به صاحبه

يقول الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩﴾ [البقرة: 8-9]. فاعملوا بإسلامكم تُعرَفوا به، وادعوا الناس إليه، تكونوا من خير أهله، فإن للإسلام صُوًى ومنارًا كمنار الطريق يُعرَف به صاحبه، وأنه لا إسلام بدون عمل. وقد روى الإمام أحمد رحمه الله - من حديث أنس - أن النبي ﷺ قال: «الإِسْلاَمُ عَلاَنِيَةٌ وَالإِيمَانُ فِى الْقَلْبِ». ومعنى كون الإسلام علانية أن الـمسلم على الحقيقة لا بد أن يظهر إسلامه علانية للناس، بحيث يرونه يصلي الصلوات الخمس الـمفروضة، ويؤدي الزكاة الواجبة، ويصوم رمضان، فيظهر إسلامه علانية للناس، بحيث يشهدون له بموجبه. والناس شهداء الله في أرضه. وهذا معنى قول العلماء: إن الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (6) فضل الإسلام ومَا يشتمل عَليه من المحَاسن والمصَالح العظام - المجلد (6)