لم يكن ليذر الناس على حسب ما يدعونه بألسنتهم دون امتحان
(إن) الله سبحانه لم يكن ليذر الناس على حسب ما يدعونه بألسنتهم، بحيث يقول أحدهم: أنا مسلم أنا مؤمن، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، بدون اختبار لهم بالأعمال التي تصدق إسلامهم أو تكذبه، يقول الله تعالى: ﴿أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢﴾ [العنكبوت: 2]. أي لا يُختبَرون ولا يُمتحَنون على صحة ما يدعون ﴿وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ﴾ أي اختبرنا الأمم قبلهم بالشرائع من فعل الواجبات وترك الـمحرمات ﴿فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ﴾ أي في دعوى إيمانهم حيث قاموا بواجبات دينهم فصدق قولهم فعلهم ﴿وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ﴾ [العنكبوت: 3]. أي الذين قالوا: آمنا بأفواههم، ولم تؤمن قلوبهم، ولم تنقد للعمل به جوارحهم، وصار حظهم من الإسلام هو محض التسمي به، والانتساب إليه، بدون عمل به، ولا انقياد لحكمه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (6) فضل الإسلام ومَا يشتمل عَليه من المحَاسن والمصَالح العظام - المجلد (6)