يستحيل أن يفرض النبي صلى الله عليه وسلم على أمته التصديق برجل من بني آدم مجهول في عالم الغيب
إن مدار الأعمال على العقائد صحة وفسادًا لحديث: «إنما الأعمال بالنيات». فمتى صح الاعتقاد صلح العمل، أو فسد الاعتقاد ساء العمل وساءت النتيجة.
ودعوى المهدي في مبدئها ومنتهاها مبنية على الكذب الصريح، والاعتقاد السيئ القبيح، وهي في الأصل حديث خرافة، يتلقفها واحد عن آخر، وقد صيغت لها الأحاديث المكذوبة سياسة للإرهاب والتخويف، حيث غزا بها قوم آخرين، وإلا فمن المعلوم قطعًا أن الرسول الكريم ﴿لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ ١٢٨﴾ [التوبة: 128]. لذا فلن يفرض على أمته التصديق برجل من بني آدم، مجهول في عالم الغيب، ليس بملك مقرب، ولا نبي مرسل ولا يأتي بدين جديد من ربه مما يجب الإيمان به، ثم يترك أهله يتقاتلون على التصديق والتكذيب به إلى يوم القيامة.
إن هذا من المحال أن تأتي الشريعة به، إذ هو جرثومة فتنة دائمة، ومشكلة لم تحل، والرسول (صلى الله عليه وسلم) جاء بمحاربة الفتن، وقال: «أعوذ بالله من مضلات الفتن». وقال: «لقد تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك». وقال: «لقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله».
وقال: «إياكم ومحدثات الأمور». والمهدي واعتقاده هو من محدثات الأمور.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - لا مهدي يُنتظر بعد الرسول محمد ﷺ خير البشر / تعدّد أحداث من يدّعي أنه المهدي - المجلد (1)