أكثر الناس في هذا الزمان يتسمون بالإسلام، وهم منه بعداء

إن أكثر الناس في هذا الزمان يتسمون بالإسلام، وهم منه بعداء، وينتحلون حبه وهم له أعداء، يعادون بنيه، ويقوضون مبانيه، لم يبق معهم منه سوى محض التسمي به، والانتساب إليه بدون عمل به، ولا انقياد لحكمه، فترى الكثير منهم لا يصلون الصلوات الـمفروضة، ولا يؤدون الزكاة الواجبة، ولا يصومون رمضان، ﴿وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ﴾ [التوبة: 29]. من الربا وشرب الخمر،﴿وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ﴾ [التوبة: 29]. ويحبون أن يعيشوا في الدنيا عيشة البهائم، ليس عليهم أمر ولا نهي، ولا صلاة ولا صيام، ولا حلال ولا حرام، فهؤلاء هم العادمون للدين، والـمعادون لأهله، فهم جديرون بكل شر، بعيدون عن كل خير. وعادم الخير لا يعطيه، وكل إناء ينضح بما فيه؛ لأن دين الإسلام يهذب الأخلاق، ويطهر الأعراق، ويزيل الكفر والشقاق والنفاق، وسوء الأخلاق، وإنما تنجم الأفعال الفظيعة، والأعمال الشنيعة، من العادمين للدين.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (6) فضل الإسلام ومَا يشتمل عَليه من المحَاسن والمصَالح العظام - المجلد (6)