أعظم النعم الهداية إلى الإسلام

إن الله سبحانه بفضله ورحمته، قد أنعم على عباده بنعم كثيرة، وأجلها وأعظمها الهداية إلى الإسلام، والثبات عليه حتى يلقوا ربهم. كما في الحديث: «قد أفلح من هُدِيَ للإسلام، ورُزِقَ كفافًا، وقنعه الله بما آتاه». ومن دعاء النبي ﷺ: «اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْته مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ والسنة، وَمَنْ تَوَفَّيْته مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ». ﴿فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ﴾ [الأنعام: 125]. فيفرح بذكره، ويندفع إلى القيام بفرضه ونفله، طيبة بذلك نفسه، منشرحًا به صدره ﴿أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٖ مِّن رَّبِّهِۦ﴾ [الزمر: 22]. ﴿ وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا ﴾ [الأنعام: 125] بذكر الإسلام،﴿ حَرَجٗا ﴾ من أمره ونهيه وصلاته وصيامه، وحلاله وحرامه. يراه بمثابة التكاليف الشاقة عليه، ينفر عن الطاعة، ويألف البطالة، يبغض أهل الإيمان، ويميل بطبعه ومحبته إلى أهل الكفر والفسوق والعصيان؛ لأن شبيه الشيء منجذب إليه، والـمرء على دين خليله وجليسه. ثقل الكتاب عليهم لما رأوا تقييده بأوامر ونواهي
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (6) فضل الإسلام ومَا يشتمل عَليه من المحَاسن والمصَالح العظام - المجلد (6)