بعض الناس يثقل عليهم حضور الجمعة، ويتهربون إلى الصحراء عنها

إن بعض الناس يثقل عليهم حضور الجمعة، ويتهربون إلى الصحراء عنها، ويتركونها بدون أن يصلوا في طريقهم في أحد الـمساجد التي تقام فيها الجُمَع. وهذا إنما ينشأ عن ضعف الإيمان، وعدم الرغبة في الثواب الـمترتب عليها، وإذا خرج الرجل إلى الصحراء وتعمد ترك الجمعة؛ دعت عليه الـملائكة بأن لا يُصحَب في سفره، ولا تُقضَى حاجته. ذكره العلامة ابن القيم في كتاب الهدي النبوي وقد قال النبي ﷺ على أعواد منبره: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ». والختم هو أن يقفل على القلب فلا يدخله هدى، ولا يتخلص منه الردى. وقال: «مَنْ تَرَكَ ثَلاَثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ» وقد همَّ رسول الله ﷺ بإحراق بيوت الـمتخلفين عن الجمعة لولا ما اشتملت عليه البيوت من الذرية والنساء الذين لا يجب عليهم حضورها.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
" الحكم الجامعة (1) " / (4) الجمعة وفرضها وبيَان فضْلها والتحْذير من دُخول البدَع فيها - المجلد (6)