لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
لن يرتفع عنهم (يعني العرب)هذا التطاحن والتلاحم الواقع بينهم، إلا بالرجوع إلى دينهم، الكفيل بعلاج عللهم، وإصلاح مجتمعهم، والذي اعتز به سلفهم، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
فالإسلام، أو العمل بالقرآن أنشأ العرب نشأة مستأنفة، فخرجوا من جزيرتهم والقرآن بأيديهم يتلونه، ويدعون الناس إليه، ويفتحون ويسودون. فهو السبب الأعظم الذي به نهضوا وفتحوا وسادوا وبلغوا الـمبالغ كلها من الـمجد والرقي، وتحولوا بهدايته من الفرقة والاختلاف إلى الوحدة والائتلاف، ومن الجفاء والقساوة إلى اللين والرحمة، ومن الهمجية والأمية إلى الحضارة والعلم والـمدنية، واستبدلوا بأرواحهم الجافية الجاهلية أرواحًا جديدة دينية، صيرتهم إلى ما صاروا إليه، من عز ومنعة، ومجد وعرفان.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
" الحكم الجامعة (1) " / (1) مَولد الرّسول ﷺ وعموم بركة بعثته - المجلد (6)