لو حُدد الرمي بما بين الزوال إلى الغروب لوقع الناس في الحرج والـمشقة التي تنافيها الشريعة السمحة
ففي عدم التحديد (يعني تحديد وقت رمي الجمار) حكمة ظاهرة ومعجزة باهرة دق على أكثر الناس إحاطة العلم بمصالحها ومحاسنها وخفي عليهم سعة مداركها ومسالكها، فلو حدد (النبي صلى الله عليه وسلم) الرمي على الناس بما بين الزوال إلى الغروب لوقعوا في الحرج والشدة والـمشقة التي تنافيها شريعته السمحة؛ لأن الله سبحانه قد بعث نبيه بدين كامل وشرع شامل ليس بحرج ولا أغلال، صالح لكل زمـان ومكان وأنهم متى استقاموا عليه ما سقموا منه أبدًا، أما قول النبي ﷺ «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»، فإنه من القول الـمجمل الذي يدخل تحته الواجب والـمستحب، وقد أجمع العلماء من جميع الـمذاهب على أنه لا يجب العمل بكل ما فعله النبي ﷺ في حجته حتى يقوم دليل الوجوب على ذلك.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " تحقيق المقال في جواز تحويل المقام لضرورة توسعة المطاف بالبيت الحرام " / الفصل السادس عشر - المجلد (5)