لا توجد آية أو حديث تثبت أن الله بوأ للمقام هذا الـمكان بحيث لا يجوز تحويله عنه

أما الـمقام (يعني مقام إبراهيم) فليأتنا (يعني ابن حمدان) بآية أو حديث تثبت أن الله بوأ للمقام هذا الـمكان بحيث لا يجوز تحويله عنه وإلا فليعلم أنه كاذب، وأنه قد ألحق بالشرع ما ليس منه لقصد تشويش الأفهام وإغراء سذج العوام، فهو يسمي هذا الإصلاح باسم العبث بدون أن يثنيه وجل ولا يلويه خجل، وهذا نص لفظه نزاهة لعرضنا وإزاحة لعذره، قال في النقض ص23: التوصل إلى العبث بمشعر من الـمشاعر الـمقدسة ومنسك من مناسك الحج ليحوله عن موضعه الذي وضعه فيه رسول الله ﷺ وهو موضعه في عهد إبراهيم الخليل يعتبر حدثًا في الدين وتغييرًا لشعائره. انتهى. فهذه الكلمة تشبه في الحقيقة والـمعنى كلمة الخوارج حينما رفعوا الـمصاحف على أطراف الرماح وقالوا: لا حكم إلا لله. ولم تزل بهم شدتهم في طريق الآخرة والعمل لها بزعمهم حتى أفضت بهم شدتهم إلى أن خرجوا على أمة محمد بأسيافهم يستحلون دماءهم وأموالهم، وكل قول لا دليل عليه يقدر كل أحد على رده والـمقابلة بضده، بخلاف قول الحق فإن ليله كنهاره ولا يقاومه إلا هالك: بليت يا قوم والبلوى منوعة بمن أداريه حتى كاد يرديني دفع الـمضرة مع جلب لـمصلحة عياذًا بالله من إلحاد في الدين
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " تحقيق المقال في جواز تحويل المقام لضرورة توسعة المطاف بالبيت الحرام " / الفصل الخامس عشر - المجلد (5)