الصلاة عند المقام لا تتغير عن مشروعيتها بتحويل الـمقام عن محله

فهذه الصلاة (المأمور بها عند المقام) لا تتغير عن مشروعيتها بتحويل الـمقام عن محله ولا ببقائه على حاله، وقد صلاها الصحابة عند الـمقام حال كونه ملصقًا بالكعبة زمن النبي ﷺ وزمن أبي بكر ثم صلوها بعد تحويل عمر له إلى محله الآن، ولم يقع في نفس أحد منهم حرج من هذا التحويل لعلمهم أن الصلاة عنده لله رب العالـمين لا لمقام إبراهيم، ولأن الـمقام لا يتعلق به شيء من مشاعرالحج ولا مناسكه، فلم يشرع مسحه ولا تقبيله ولا الطواف به ولا الصلاة فوقه، وإنما شرعت الصلاة عنده عبادة لرب العالـمين وتكرمة لإبراهيم لتخليد ذكره الجميل، وقد جعل الله استدامة بقائه في الـمسجد الحرام بمثابة الدليل والبرهان على صحة بناء إبراهيم (عليه السلام) لهذا البيت الحرام الذي جعله مثابة للناس وأمنًا.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " تحقيق المقال في جواز تحويل المقام لضرورة توسعة المطاف بالبيت الحرام " / الفصل الثاني عشر - المجلد (5)