عد العلماء توسعة عمر للحرمين من العمل الـمبرور والسعي الـمشكور
وكما جرى له (أي لعمر رضي الله عنه) التصرف أيضًا في الـمسجد النبوي الذي بناه رسول الله بيده فدعت الضرورة والـمصلحة إلى هدمه لتوسعته، فهو أول من وسع الـمسجد الحرام والـمسجد النبوي، وقد عد العلماء هذا التصرف من العمل الـمبرور والسعي الـمشكور، فالقائل بتحريم نقل الـمقام عن محله ولزوم بقائه على حالة ما كان عليه زمن النبي ﷺ يلزمه أن يقول بوجوب استدامة بقاء الـمسجد الحرام على حالة ما كان عليه زمن النبي ﷺ، وأن يقول بتحريم التصرف بتوسعته وتغييره عن حالته سواء كان ذلك من عمر أو غيره، ويلزمه أن يقول بتحريم التصرف في الـمسجد النبوي الذي بناه رسول الله ﷺ بيده إذ هذا كله من لوازم قوله، ومن الـمعلوم أن الـمسجد الحرام والـمسجد النبوي هما أعظم حرمة من حجر الـمقام.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " تحقيق المقال في جواز تحويل المقام لضرورة توسعة المطاف بالبيت الحرام " / الفصل الرابع - المجلد (5)