كان مقام إبراهيم زمن النبي ﷺ ملصقًا بالكعبة
وأما قوله (يعني ابن حمدان): إن النبي ﷺ قد وضع الـمقام في موضعه هذا وهو موضعه في عهد إبراهيم عليه السلام.
فالجواب: أما وضع النبي ﷺ للمقام في موضعه الآن فلم يثبت ذلك لا بحديث صحيح ولا حسن ولا ضعيف، بل ولم يثبت القول به عن أحد من أصحابه، والصحيح الثابت أنه من فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان زمن النبي ﷺ ملصقًا بالكعبة، وصلى النبي ﷺ عنده في عمرة القضاء وفي الفتح وفي حجة الوداع، وتوفي رسول الله وهو على حالته ملصقًا بالكعبة، ثم كان الأمر كذلك زمن أبي بكر وصدرًا من خلافة عمر، فلما اتسعت فتوح الإسلام وكثر الوافدون إلى حج بيت الله الحرام من جميع البلدان، ورأى عمر أن الـمصلين عند الـمقام يعرقلون سير الطائفين بالبيت الحرام، كما أن الطائفين يؤذون الـمصلين بوطئهم بالأقدام، فمن أجل شدة الزحام اقتضى رأيه أن ينقل الـمقام من لصق الكعبة إلى موضعه الآن، ووافقه على هذا الرأي جميع الصحابة الكرام، حتى لم ينكر ذلك عليه منهم إنسان فجعله على حد الـمطاف بقدر ما يسع الناس في ذلك الزمان.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " تحقيق المقال في جواز تحويل المقام لضرورة توسعة المطاف بالبيت الحرام " / الفصل الرابع - المجلد (5)