أنواع الناس في حمل العلم

(إن) هذه الأوصاف (يعني أوصاف الصحابة في حمل العلم) تنطبق على من بعدهم من أهل العلم وحملة الحديث، وأن منهم العالـم العامل بعلمه والذي يدعو إلى دين ربه بالحكمة والـموعظة الحسنة، ثم يتوسعون في استنباط الـمعاني والأحكام بفقه وفهم. ومنهم عليم اللسان الذي يحمل العلم ولا يعمل به ولا يتوسعون في معرفة فقهه وأحكامه وغاية علمهم هو الجمود على ما يقوله أئمتهم وعلماء مذهبهم، وقد شبهوه بالـمصباح الذي يضيء للناس ويحرق نفسه. والطائفة الأخرى: هي الجاهل الجافي الذي لا علم عنده ولا عمل، وقد شبهه بالأرض السبخة التي لا يزيدها الـمطر إلا ضررًا.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " سنة الرسول ﷺ شقيقة القرآن " / نشأة النبي ﷺ يتيمًا أميًّا - المجلد (5)