لا يوجد في كتب عقائد أهل السنة أن من أنكر وصول ثواب الأعمال إلى الـموتى فإنه مبتدع

وأما قوله (يعني عبد العزيز بن راشد): إنه لم يقل بإنكار وصول ثواب الأعمال إلى الـموتى إلا بعض أهل البدع، ولهذا ذُكرت هذه الـمسألة في كتب العقائد لبيان الاعتقاد الصحيح وتنفير ما عليه أهل البدع. فالجواب أن نقول: مهلا يا أنجشة لا تكسر القوارير وانظر فيما تقول فإن فيه الخلاف الكثير، ونحن لم نجد هذه الـمسألة بهذه الصفة في شيء من كتب عقائد أهل السنة لا في الواسطية ولا الطحاوية، ولا عقيدة ابن قدامة ولا في غيرها، ونحن نطلب من فضيلة الشيخ، بأن يحيلنا على العقيدة التي ذكرت فيها هذه الجملة، أي: وأن إهداء ثواب سائر الأعمال إلى الـموتى حق، أو أن من أنكر وصول ثواب الأعمال إلى الـموتى فإنه مبتدع، ليتضح بذلك صحة ما يدعيه، ويحيل عهدته على قائليه، كما قيل: ونص الحديث إلى أهله فإن الوثيقة في نصه وقد ذكر شارح الطحاوية اختلاف أهل السنة في هذه الـمسألة، فقال: اتفق أهل السنة أن الأموات ينتفعون من سعي الأحياء بأمرين؛ أحدهما: ما تسبب إليه الـميت في حياته، والثاني: دعاء الـمسلمين واستغفارهم له والصدقة والحج على نزاع، قال: واختلف في العبادات البدنية كالصوم والصلاة وقراءة القرآن والذكر فذهب أبو حنيفة وأحمد وجمهور السلف إلى وصولها والـمشهور من مذهب الشافعي ومالك، عدم وصولها.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة "مباحث التحقيق مع الصاحب الصَّدِيقِ " / فصل في الرد على ادعاءات الشيخ عبد العزبز بن ناصر - المجلد (5)