إذا كانت القراءة لأجل الجعل ولم يقصد بها التقرّب إلى الله لم يحصل منها الثواب

ثم قال (يعني ابن القيم): هل تنتفع أرواح الأموات بشيء من سعي الأحياء أم لا؟ وذكر في الجواب، أنها تنتفع بأمرين مجمع عليهما من أهل السنة، أحدهما: ما تسبب إليه في حياته، والثاني: دعاء الـمسلمين واستغفارهم له، قال: والصدقة والحج على نزاع. انتهى. وذكر شارح الطحاوية مثل هذا الكلام، وقد رجّحا جواز إهداء ثواب القراءة باجتهادهما، ومن الـمعلوم أن روايتهما مقدمة على رأيهما في ذلك، إذ الرأي يخطئ ويصيب، وقال العلامة ابن القيم أيضًا، في الـمجلد الثالث من الإعلام: إن للعلماء قولين في وصول ثواب القراءة إلى الـميت، أحدهما: إن القراءة لا تصل إلى الـميت، والثاني: إنها تصل ووصولها فرع عن وصول الثواب للقارئ، ثم ينتقل منه إلى الـميت، فإذا كانت القراءة من القارئ لأجل الجعل ولم يقصد به التقرّب إلى الله لم يحصل له الثواب، فكيف ينتقل منه إلى الـميت وهو فرعه، ولأن الانتفاع بسماع القرآن مشروط بالحـياة، فلما مات انقطع عمله كله. انتهى. وبه يعلم أن الاختلاف في هذه الـمسألة واقع مشهور، ولم تكن مما اتفق عليه الجمهور.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة "مباحث التحقيق مع الصاحب الصَّدِيقِ " / فصل في الرد على ادعاءات الشيخ عبد العزبز بن ناصر - المجلد (5)