سمي يوم عيد الأضحى يوم الحج الأكبر من أجل أن واجبات الحج تفعل فيه

عيد الأضحى شرع لاستكمال مناسك حجهم (يعني أهل الإسلام)، وشرع فيه تقريب القرابين من إراقة دماء الأضاحي والـمناسك لله رب العالـمين، وسُمي من أجل ذلك يوم النحر، لكون جميع الـمسلمين من أهل الأمصار والبوادي والحجاج والـمقيمين كلهم يتقرّبون إلى الله فيه بإراقة دماء القرابين قائلين: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢ لَا شَرِيكَ لَهُۥ﴾ [الأنعام: 162-163]. وسمي يوم الحج الأكبر من أجل أن واجبات الحج تفعل فيه، من الوقوف بمزدلفة ثم الدفع إلى منى ثم رمي جمرة العقبة ثم النحر ثم الحلق ثم الطواف بالبيت الذي هو ركن الحج الأكبر، لهذا صار أفضل من عيد الفطر، وشرع في العيدين صلاة العيد الـمعروفة، إظهارًا لشكر بلوغ عيد الإسلام وللدعاء بقبول صالح الأعمال، كما شرع إظهار التجمل والزينة فيهما، والجهر بالتكبير في ليلتهما، وعند الخروج إليهما؛ إشهارًا لشرفهما وإكبارًا لأمرهما ﴿وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [البقرة: 185]. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الدّلائلُ العَقليَّة وَالنقليَّة في تفضيل الصّدقة عَن الميِّت على الضحيَّة وَهَل الضحيّة عَن المَيت شَرعيَّة أو غَير شَرعيَّة " / الأعياد الإسلامية - المجلد (5)