الأنبياء هم الرسل، فالأسماء متعددة والمسمى واحد
الأنبياء هم الرسل، مخرجهما في القرآن واحد، فأحيانًا يعبر عنهم باسم الأنبياء، وهو الأكثر، كقوله سبحانه: ﴿قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ ١٣٦﴾ [البقرة: 136]. فذكرهم في هذه الآية باسم النبيين، ونهى عن التفريق بينهم. وأحيانًا يعبّر عنهم باسم الرسل، كقوله سبحانه: ﴿ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ﴾ [البقرة: 285]. فذكرهم هنا باسم الرسل، ونهى عن التفريق بينهم في الآيتين كلتيهما.
ومن نوع التفريق إثبات الرسالة لبعضهم، ونفيها عن بعضهم بدون دليل، فتسمية الأنبياء بالرسل لا تدل على المغايرة، إذ التسمية متنوعة، والمسمّى واحد.
وله نظائر كثيرة، منها: القرآن الكريم، فإن اسمه القرآن، والفرقان، والذكر. ومثل جبريل عليه السلام فإن اسمه في القرآن: جبريل، ويسمى الروح الأمين، ويسمّى روح القدس، والمسمى واحد. ومثل مكة المكرمة فإنها تسمّى في القرآن: مكة، وبكة، وأُم القرى، والبلد الأمين، والمسجد الحرام. ومثل تسمية المسلمين في القرآن، فإن اسمهم: المسلمون، والمؤمنون، وعباد الله، كما في الحديث، أن النبي ﷺ قال: «ادعوا بدعوى الله الذي سمّاكم المسلمين المؤمنين عباد الله» . فالأسماء متنوعة، والمسمّى واحد.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الإيمان بالأنبياء بجملتهم وضعف حديث أبي ذر في عددهم / [ عدد الأنبياء وما جاء في ذلك ] - المجلد 1