النظر إلى محاسن المرأة سهم من سهام إبليس
إن النظر إلى محاسن المرأة هو سهم من سهام إبليس كما ثبت بذلك الحديث، فمن نظر إلى محاسن المرأة ثم صرف بصره عنها أورثه الله إيمانًا يجد حلاوته في قلبه؛ لأن أكثر الحوادث مبدؤها من النظرة، فالنظرة تكون في مبدئها نظرة، ثم تكون خطرة في القلب، ثم تكون خطوة بالرجْل، ثم تكون خطيئة. وفي الصحيحين أن النبي ﷺ قال: «العين تزني وزناها النظر، والرجل تزني وزناها الخطوة، والقلب يتمنى ويشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه». ويرحم الله نساء الأنصار لما نزل قوله سبحانه: ﴿وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾ [النور: 31]. فسرها ابن عباس بما ظهر منها من وجه وكفين، وفسرها ابن مسعود بأطراف الثياب، لهذا عمدت نساء الأنصار إلى الكثيف من الثياب فشقّقنَها على رؤوسهن فخرجن وهنّ لا يعرفُهن أحد من التستر.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - القول السَّديد في بيان بطلان محاضرة عبد الحميد - المجلد 3