شبهة المحاضر في ستر المرأة وجهها والرد عليه

وقد أكثر هذا المحاضر من ترديد الكلام السخيف في شأن ستر المرأة وجهها وزعم أنه ينتج النقص في عقلها، وهو الناقص لا محالة، فإن ستر المرأة وجهها كان معروفًا في زمن الصحابة، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب الإماء المملوكات إذا خمرن وجوههن، ويقول: لا تشبَّهن بالحرائر، مما يدل على أن الحرائر زمن الصحابة قد تعوَدن ستر وجوههن بالخمار، فمنهن من تضع النقاب ومنهن من تضع البرقع كما قيل: إذا بارك الله في ملبس فلا باركَ اللهُ في البرقعِ يُريك عيون المها مسبلاً ويكشف عن منظر أشنعِ لأن عندهم أن المرأة الجميلة بلبس البرقع والنقاب تكون غير جميلة إذا خلعته، ولهذا يقولون في المثل: كل بطالة بطالة يعنون به: أن كل امرأة جميلة بلبس النقاب أو البطولة تكون غير جميلة إذا كشفته، وقالت عائشة أم المؤمنين: كنا في سفر الحج مع رسول الله ﷺ نكشف وجوهنا في الخلاء، فإذا مر بنا أحد من الرجال سدلت إحدانا خمارها على وجهها.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - القول السَّديد في بيان بطلان محاضرة عبد الحميد - المجلد (3)