توسيع النبي صلى الله عليه وسلم الأمان للناس عند دخوله مكة

لما دخل النبي ﷺ مكة مؤيدًا منصورًا ومحشودًا محفودًا، ورأى النساء يصرخن بالبكاء ويرمين خمرهن في وجوه الخيل خوفًا على أولادهن وأزواجهن من القتل، التفت رسول الله ﷺ إلى أبي بكر فقال: «ما يقول حسان في مثل هذا؟». قال: يقول: عدمنا خيلنا إن لم تروها تثير النقع موعدها كداء ينازعن الأعنة مصغيات على أكتافها الأسل الظماء تظل جيادنا متمطرات يلطمهن بالخمر النساء ثم إن رسول الله وسع مجال الأمان للناس فقال: «من دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن أغلق بابه عليه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن وضع سلاحه فهو آمن». فوضعوا كلهم سلاحهم وصدق عليهم قول الشاعر: دعا المصطفى دهرًا بمكة لم يُجَبْ وقد لان منه جانبٌ وخطابُ ولما دعا والسيف صلتٌ بكفه له أسلموا واستسلموا وأنابوا
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الملحق بكتاب الجهاد المشروع في الإسلام / "الفتح الأكبر الذي أعز الله به الإسلام ونصر وأذل به الباطل وكسر" - المجلد (3)