صلح الحديبية ظاهره ضيم وهضم للمسلمين وباطنه عز ونصر وفتح لهم
حقيقة الأمر أن الفتح في اللغة فتح المغلق، والصلح الذي حصل مع المشركين بالحديبية كان مسدودًا مغلقًا حتى فتحه الله، وكان من أسباب فتحه صد رسول الله ﷺ وأصحابه عن البيت، وكان في الصورة الظاهرة ضيمًا وهضمًا للمسلمين وفي الباطن عزًّا وفتحًا ونصرًا.
وكان رسول الله ﷺ ينظر إلى ما وراءه من الفتح العظيم والعز والنصر من وراء ستر رقيق، وكان يعطي المشركين كل ما سألوه من الشروط التي لم تتحملها عقول أكثر الصحابة ورؤوسهم، ورسول الله ﷺ يعلم ما في ضمن هذا المكروه من الأمر المحبوب، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم.
وربما كان مكروهُ النفوس إلى
محبوبها سببًا ما مثله سببُ
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الملحق بكتاب الجهاد المشروع في الإسلام / "جواز الصلح والمعاهدة والمهادنة بين المسلمين والمشركين" - المجلد (3)