تقدم جنود بلخ وجذام وغسان ومتنصرة العرب إلى البلقاء لحرب المسلمين

وأما غزوه (صلى الله عليه وسلم) لتبوك حيث أشار إليه الكاتب (الشيخ صالح اللحيدان) فإن سببه أنه بلغ رسول الله بأنه اجتمع جنود من بلخ وجزام وغسّان وبعض متنصرة العرب وقد اجتمعوا في تبوك يريدون غزو رسول الله وأصحابه وقد قدموا مقدماتهم إلى البلقاء، وذلك عام تسع من الهجرة، فندب رسول الله أصحابه عام العسرة أي زمن جهد ومجاعة وانقطاع ظهر، فخرج في ثلاثين ألفًا من أصحابه، فكانوا يمرون على قبائل العرب من الحضر والبدو بوادي القرى والذين لم يدخلوا في الإسلام بعدُ، حتى وصلوا إلى بلد تبوك وبها مَن بها مِن الناس فلم يرع أحدًا منهم بقتل ولا قتال؛ لأنه إنما قصد الذين ظاهروه بالعداوة وبرزوا لحربه وأصحابه، لكنه في سفره لم يلق كيدًا ووجدهم قد تفرقوا، فرجع إلى بلده مؤيدًا منصورًا.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الملحق بكتاب الجهاد المشروع في الإسلام / " المقدمة" - المجلد (3)