الموت مقدمة الآخرة

إنه ما بين أن يرى مقدمات الآخرة، والمجازاة على عمله، إلا أن يقال: فلان قد مات. وما أقرب الحياة من الممات، وكل ما هو آت آت. وثبت في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال: «يؤتى بأنعم الناس في الدنيا -أي المنعمين المترفين، التاركين للطاعات، والمستحلين لفعل المنكرات- فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال له: هل رأيت خيرًا قط؟ هل مرّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا يا رب. فينسى نعيم الدنيا ولذاتها عند أدنى مس من العذاب، ثم يقال له: كم لبثت في الدنيا؟ فيقول: لبثت يومًا أو بعض يوم. فيقال له: بئس ما اتجرت في يوم أو بعض يوم. ويؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا -من المؤمنين المعذبين، ومن الفقراء والمساكين- فيصبغ في الجنة صبغة، ثم يقال له: هل رأيت في الدنيا بؤسًا قط؟ وهل مرّ بك بؤس قط؟ فيقول: لا يا رب. فينسى بؤس الدنيا وعذابها، ويقال له: كم لبثت في الدنيا؟ فيقول: لبثت يومًا أو بعض يوم. فيقال له: نعم ما اتجرت في يوم أو بعض يوم».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - البراهين والبينات في تحقيق البعث بعد الوفاة / " النوم أخو الموت، واليقظة منه بمثابة البعث بعد الوفاة " - المجلد (1)