التصديق بالبعث بعد الموت من أركان الإيمان

في الصحيحين: عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «قال الله عز وجل: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك، فأما شتمه إياي، فقوله: اتخذ الله ولدًا، وأنا الواحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفوًا أحد، وأما تكذيبه إياي، قوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته». وقد أكد سبحانه الإيمان بالبعث في كثير من الآيات، كقوله سبحانه: ﴿۞لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ﴾ [البقرة: 177]. فسمى الله يوم القيامة باليوم الآخر، لكونه متأخرًا عن الدنيا، وفي حديث جبريل الذي رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب، ورواه البخاري عن أبي هريرة، أنه قال: يا رسول الله أخبرني عن الإيمان؟ فقال: «الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الأخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره». قال: صدقت. فجعل التصديق الجازم باليوم الآخر، الذي هو البعث بعد الموت، من أركان الإيمان. ومن كذب به فهو كافر بالكتاب، وبما أرسل الله به رسله، يقول الله تعالى: ﴿زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ ٧﴾ [التغابن: 7].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - البراهين والبينات في تحقيق البعث بعد الوفاة / " الإيمان بالبعث بعد الوفاة " - المجلد (1)