غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله يدلان على تحريم هذا الطلاق الواقع بالثلاث جميعًا وعدم لزومه.

ثم إنه (أي الشيخ محمد أمين الشنقيطي رحمه الله) كثر استدلاله بحديث محمود بن لبيد وأن رسول الله ﷺ أخبر أن رجلاً طلق امرأته ثلاثًا جميعًا فقام غضبان، وقال: «أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهـركم» حتى قال رجل: أفلا أضرب عنقه يا رسول الله من شدة غضب رسول الله عليه . ويقول الكاتب: إن سكوت الرسول عن هذا يدل على صحة طلاقه ولزومه، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه. ونقول: سبحان الله، فحسبه شدة غضب رسول الله عليه، وقوله: «أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم»، مما يدل بطريق الوضوح على تحريم هذا الطلاق الواقع بالثلاث جميعًا وعدم لزومه. وإنما ذكرنا هذه النصوص لكثرة ما يرددها هذا الكاتب في بحثه، وهي حجة عليه لا له.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الحكم الشرعي في الطلاق السني والبدعي " / الطلاق بالثلاث بدعة وحرام || المجلد (2)