إيمان المؤمنين بالبعث

أما المؤمنون: فإنهم يعتقدون ويصدقون بكل ما أخبر الله به في كتابه، وعلى لسان نبيّه، سواء أدركوا ذلك بحواسهم ومشاهدهم أو لم يدركوا، ذلك لأنهم يؤمنون بالله، وما جاء عن الله، على مراد الله، إيمانًا جازمًا لا يخالطه شك، فهؤلاء هم المؤمنون بالغيب، الذين مدحهم الله تعالى بقوله: ﴿ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣ وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ ٤ أُوْلَٰئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٥﴾ [البقرة: 3-5]. فالإيمان بالله ربًّا، وأنه يحيي الموتى هو إيمان بالغيب. والإيمان بالملائكة، وأنهم خلق من خلق الله، خلقهم لعبادته وخدمته، وهم عقول بلا شهوات، إيمان بالغيب. والإيمان بالبعث بعد الموت للجزاء على الأعمال هو إيمان بالغيب. والإيمان بالجنة والنار هو إيمان بالغيب. وقد مدح الله المؤمنين الذين هم بالآخرة يوقنون، أي يصدقون بطريق اليقين الذي لا يخالطه الشك فقال: ﴿أُوْلَٰئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٥﴾ [البقرة: 5]. والفلاح: هو الفوز والنجاح بنعيم الدنيا والآخرة.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - البراهين والبينات في تحقيق البعث بعد الوفاة / " أصناف الناس تجاه الإيمان بالبعث " - المجلد (1)