الترغيب في التجارة وفضلها
روى الترمذي في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ قال: «التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء» ورواه ابن ماجه عن ابن عمر بلفظ: «التاجر الصدوق الأمين مع الشهداء يوم القيامة». ولما سئل النبي ﷺ عن أفضل الكسب قال: «عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور» رواه الحاكم في مستدركه، والبزار من حديث رفاعة بن رافع. وقال البخاري في صحيحه: قال قتادة: كان القوم - يعني الصحابة- يَتَّجِرُون ولكنهم كانوا إذا نابهم حق من حقوق الله لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، حتى يؤدوه إلى الله، وفيهم أنزل الله تعالى: ﴿لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ ٣٨﴾ [النور: 38].
فحصلوا بتجارتهم الحسنيين، وفازوا بالسعادتين: سعادة الدنيا، وسعادة الآخرة. فكانت أعمالهم بارة، وأرزاق الله عليهم دارة، فوجود التجارة والتجار بالبلاد، هو رحمة من الله للعباد؛ لكونهم يجلبون إلى الناس ما يحتاجون إليه، والجالب إلينا كالمهدي إلينا، فيتصل الشخص بهم لحاجته فيشتريها بثمن معجل، أو مؤجل إلى ميسرة.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الاشتراكية الماركسية ومقاصدها السيئة / " التجارة وعموم نفعها وحاجة الدولة والمجتمع إليها " - المجلد 3