تحقيق حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه المحمول على المهدي
روى أبو داود في سننه عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «لا يزال هذا الدين قائمًا حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة». ثم قال كلمة فقلت لأبي: ما قال؟ قال: «كلهم من قريش» فالجواب أن هذا الحديث يجعلونه رأسًا وأصلاً في أحاديث المهدي بحيث يستقي منه أهل السنة الذين يصدقون بصحة خروج المهدي، كما يستقي منه الشيعة حيث يرون أن إمامهم محمد بن الحسن العسكري هو الثاني عشر.
وبمقتضى التأمل لم نجد للمهدي ذكرًا في هذا الحديث، لا بمقتضى التصريح ولا التلميح، فالاستدلال به، على فرض صحته، غير موافق ولا مطابق، فإنه لا ذكر للمهدي فيه ولم يقل في الحديث: إن أحدهم المهدي. حتى يكون حجة.
وقد صار أمر المهدي وخروجه مشتركًا بين السنة والشيعة، وكل منهم استدل بهذا الحديث، وقد سماه العلامة ابن كثير في نهايته بالخليفة، وجعله بصف الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي.
وقد قال النبي ﷺ: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة» . وقد انتهت بوفاة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
كما أن السفاريني سماه بالإمام وبالخاتم فقال:
منها الإمام الخاتم الفصيح
محمد المهدي والمسيح
ولا أدري من أين وجدوا بأن رسول الله قال في هؤلاء الأئمة إن أحدهم المهدي أو إنه الإمام أو الخليفة، وما هو إلا محض المبالغة في الغلو في القول بخروجه حتى أدخلوا هذا الاعتقاد في قلوب بعض العلماء، وأكثر العامة، وحتى أدرجوه في عقيدة أهل السنة والجماعة.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - لا مهدي يُنتظر بعد الرسول محمد ﷺ خير البشر / التحقيق المعتبر عن أحاديث المهدي المنتظر - المجلد 1