الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد

كما أن الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وعبادة غير الله، ولا يستغني أحدهما عن الآخر أبدًا، فلا يصح إيمان بدون إسلام ولا إسلام بدون إيمان. والنبي ﷺ قد فصّل ذلك بأحسن تبيان وبما يزيل الإشكال في هذا المقام. فروى الإمام أحمد من حديث أنس، أن النبي ﷺ قال: «الإسلام علانية والإيمان في القلب». ومعنى كون الإسلام علانية: أن المسلم على الحقيقة لا بد أن يظهر إسلامه علانية للناس، بحيث يرونه يصلي مع المصلين ويصوم مع الصائمين ويؤدي زكاة ماله إلى الفقراء والمساكين فيظهر إسلامه علانية للناس، بحيث يشهدون له بموجبه، والناس شهداء الله في أرضه. وهذا معنى ما روى الحاكم عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «إن للإسلام صوى ومنارًا كمنار الطريق» من ذلك أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان، وتأمر بالمعروف وتنهـى عن المنكر، وتسلم على من لقيت من المسلمين، وتسلم على أهل بيتك إذا دخلت عليهم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - القول السديد في تحقيق الأمر المفيد / [ المدرك السادس: الإسلام و الإيمان شيئان متباينان. وضعف هذا الرأي ] - المجلد 1