الإسلام والإيمان تنويع لاسم واحد
فالمسلمون هم المؤمنون، والمؤمنون هم المسلمون، لأن الاسمين صفة لأمة محمد ﷺ التابعين لدينه، كما في الحديث في قصة وقوع التزاحم على الماء بين المهاجرين والأنصار، فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، فغضب رسول الله ﷺ وقال: «أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟ اتركوها ذميمة، وادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله».
فهذه الكلمات هي التي تجمع شمل المسلمين، ويكونون بها عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، فقوله تعالى: ﴿فَأَخۡرَجۡنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٣٥ فَمَا وَجَدۡنَا فِيهَا غَيۡرَ بَيۡتٖ مِّنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ٣٦﴾ [الذاريات: 35-36]. فيحتمل أنه أراد بالمسلمين: المستسلمين بالخضوع، والطاعة للدعوة، وهو معنى ما فسره البخاري من قوله تعالى: ﴿۞قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡۖ﴾ [الحجرات: 14]. -أي استسلمنا- وقد سمى الله الإسلام سلمًا. ويحتمل أنه من تنويع الاسم الذي كثر وروده في القرآن، كقوله: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَاكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ١٧﴾ [الحجرات: 17]. فعبر عن الإسلام بالإيمان.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - تثقيف الأذهان بعقيدة الإسلام والإيمان / " حقيقة النفاق وتفاصيله " - المجلد (1)