معنى كتب أجل الجنين ورزقه الوارد في الحديث

والتحقيق أن الكتابة نوعان: كتابة هي عبارة عن سبق علم الله بالأشياء قبل وقوعها، وأن الله يعلم أحوال خلقه وما هم عاملون وهم في بطون أمهاتهم، فهذه لا تتبدل ولا تتغير وتسمى كتابة الأزل. وعلمه سبحانه لا يتعلق به إجبارهم على فعل الخير أو الشر، بل هم عاملون لأنفسهم مختارون لأعمالهم الصالحة والسيئة، فهي كسبهم، ويترتب الجزاء على ذلك ﴿مَّنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ ٤٦﴾ [فصلت: 46]. ﴿وَقُلِ ٱعۡمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ١٠٥﴾ [التوبة: 105]. والقرآن مملوء بتعليق الجزاء على العمل، وأن كل امرئ مجازى بما عمل إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه، ولا نسبة عمله إلى القدر، وحجته به داحضة عند ربه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الإيمان بالقضاء والقدر على طريقة أهل السنة والأثر / " كتابـة المقَـادير [ حديث ابن مسعود في خلق الجنين وأنه يكتب أجله وعمله وشقي أو سعيد ] " - المجلد 1