التعليق على قوله تعالى: ﴿وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا﴾

(قال تعالى:) ﴿وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا﴾ [الأنعام: 125]. أي ضيقًا بذكر الإسلام، حرجًا من أمره ونهيه، وفرائضه ونوافله، وحلاله وحرامه، وحدوده وأحكامه، يتسمى بالإسلام بلسانه، ويناقضه بجوارحه وأركانه، حظه من الإسلام محض التسمي به، والانتساب إليه، بدون عمل به ولا انقياد لحكمه. وهذه حالة أكثر الناس في هذا الزمان، يتسمون بالإسلام وهم منه بعداء، أو ينتحلون حبه وهم له أعداء، يعادون بنيه، ويقوضون مبانيه. وفيهم أنزل الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ ١٠﴾ [البقرة: 8-10].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 60 الدين بمثابة الرّوح للإنسان وضياعه مِن أكبَر الخسران - المجلد 7