التعليق على قوله تعالى: ﴿وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ﴾

قال (تعالى): ﴿وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ ١٧﴾ [الأعلى: 17]. لما بين سبحانه محبة الناس للعاجلة، استدعاهم إلى العمل للآخرة، فإنها خير من الدنيا وما فيها، ولأن العمل للآخرة، هو أكبر ما يستعان به على الدنيا وبركتها، والسعادة فيها، لكون الدنيا محفوفة بالأنكاد والأكدار، وبالهموم والغموم والأحزان، ولا يهذبها ويصفيها سوى الدين، وطاعة رب العالـمين. وفي الأثر: إن الله يقول: ابن آدم، أنت إلى نصيبك من الآخرة، أحوج منك إلى نصيبك من الدنيا، فإن بدأت بنصيبك من الدنيا، فاتك نصيبك من الآخرة، وإن بدأت بنصيبك من الآخرة، مر على نصيبك من الدنيا، فانتظمه انتظامًا . ويدل لذلك ما رواه ابن ماجه والترمذي، من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «قال الله عز وجل: ابن آدم، تفرغ لعبادتي، أملأ قلبك غنى، وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت قلبك شغلاً، ولم أسد فقرك» .
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 52 تفسير سورة «سَبِّح اسمَ ربِّكَ الأعلَى» - المجلد 7