التعليق على قوله تعالى: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ...﴾

قال (تعالى): ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ١٤﴾. والله يحقق الفلاح، وهو الفوز والنجاح لمن تزكى أي أدى زكاة ماله، طيبة بها نفسه، يغتنمها مغنمًا له عند ربه، يعلم بطريق اليقين أن ما أنفقه فإن الله سيخلفه. وسميت زكاة، لكونها تزكي الـمال أي تنميه وتطهره، وتنزل البركة فيه، كما تزكي إيمان مخرجها من مسمى الشح والبخل وتطهره، يقول الله تعالى: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ [التوبة: 103]. ومنها: التزكية بالـمحافظة على الفرائض والفضائل، والتنزه عن منكرات الأخلاق والرذائل، لأن هذه هي التي تزكي النفوس وتشرفها، وتنشر في العالـمين فخرها ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّاهَا ٩ وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّاهَا ١٠﴾ [الشمس: 9-10]. وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى فكن طالبا للنفس أعلى الـمراتب
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 52 تفسير سورة «سَبِّح اسمَ ربِّكَ الأعلَى» - المجلد 7