التعليق على قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ﴾
وقوله (تعالى): ﴿إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ ٧﴾ فهذا الاستثناء قيل للمنسوخ من القرآن، وقيل للتأكيد.
﴿وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ ٨﴾ أي للشريعة السمحة السهلة، ليست بشاقة. من ذلك أن النبي ﷺ قال: «صل قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا، وإن لم تستطع فعلى جنب، وإلا فأوم إيماء» ورأى رجلاً يصلي على وسادة قد رفعت له فرمى بها، وقال: «صل على الأرض إن استطعت، وإلا فأوم إيماء» . وقال في الصيام ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ﴾ [البقرة: 185]. ورخص للشيخ الكبير في أن يفطر؛ ويطعم عن كل يوم مسكينًا. وهذا كله من التيسير وعدم التعسير ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖ﴾ [الحج: 78]. فقولهم: إن شرائع الإسلام تكاليف شاقة خطأ. فإنها قرة العين، ولذة للروح في حق من اعتادها وتمرن على فعلها، ورسخ في قلبه محبتها، وقد «ذاق طعم الإيمان من رضي الله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا رسولاً».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 52 تفسير سورة «سَبِّح اسمَ ربِّكَ الأعلَى» - المجلد 7